طباعة

الله مختلف عن الناموس في معاملته معنا

قيم الموضوع
(1 تصويت)

الله مختلف عن الناموس في معاملته معنا

الدكتور إبراهيم السايح

           الله يحبنا ويضمننا وينقذنا ويكمل هدفه معنا أى يضمنا لعائلته ويشاركنا فى حبه وفرحه وبهاء حياته ومجدها.

           نحن نظن أن الله يفكر فينا ويرانا بالتمام مثل الناموس. وهذا ليس صحيحاً بل يخالف الحقيقة تماماً.

وبسبب هذا الفهم المغلوط ؛ نحن نخلط بين نظرة الناموس للإنسان وحكمه عليه وبين نظرة الله الأب المحب وحكمه لنا  وليس علينا.

 

           فالناموس لم يكن فى أى وقت يعبر عن الله وخطته وقصده فى علاقته بكل إنسان منا ، هذا واضح من كلمة الله فى غل3: 15-17 ”15.. ليس احد يبطّل عهدا قد تمكن.. او يزيد عليه. 16 واما المواعيد فقيلت في ابراهيم.. وفي نسلك الذي هو المسيح. 17 وانما اقول هذا ان الناموس الذي صار بعد اربع مئة وثلاثين سنة لا ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطّل الموعد".  الله تعهد لنا ووعدنا بالبركة ، أما الناموس فقد توعد ضدنا والله لم يأخذ به ولم يغير موقفه بمجئ الناموس. تماماً كالفرق بين موقف الطبيب المعالج وصورة الأشعة التى تسجل حالة مرضية.

 

 

           الناموس يرى الإنسان خاطي وشرير ومدان ومرفوض وغير مستحق للحياة بل ميت (الناموس ؛ أي ناموس موسي ؛ هو الحاكم فى المنطقة التى خرج الإنسان إليها من الحياة إلى الوجود في الفساد والهلاك والشر. الناموس له إسم آخر موجود في رو٨: ٢ وهو "ناموس الخطية والموت").  الناموس هو المكان الذي يذهب إليه الإنسان بنفسه عندما يقرر أن يعيش بذاته وليس بالله ؛ وهو عبارة عن صورة أشعة لحال الإنسان وهو يعيش بنفسه لا بالله ؛ الناموس هو الذهاب بالحرية إلي أبعد من الهدف الذى أعطيت الحرية من أجله ؛ أي الخروج بالحرية عن حدودها ودائرتها. وهو يشبه إستخدام قانون الجاذبية الأرضية بصورة لم يوضع القانون لها على الإطلاق مثل أن يلقى شخص ما بنفسه من على قمة جبل أو من مبنى مرتفع. هل الله وضع قانون الجاذبية ليعاقب من يكسر القانون؟! طبعاً لا وألف لا! إنه إنحراف الإنسان عن هدف قانون الجاذبية ، وهو أيضاً الإنحراف عن هدف قانون الحياة فى المسيح يسوع.

 

          الله الآب وابنه يسوع وروحه لا يري أى إنسان كخاطي ومدان وهالك مرفوض ؛ وإن كان يعرف أنه يعاني من هذه الحالة التي يسجلها الناموس عليه ؛ لكن الأب يحسب ويري الإنسان وحقيقته بصورة مختلفة ومكرمة حتي وهو في هذا الحال ؛ إنه يراه فى هذه الحال ولكن لا يراه من خلال هذه الحالة ،

 

           الآب يراه كما كان يراه قبل دخوله تحت الناموس ويتعامل معه من نفس النظرة التي رآه بها قبل سقوطه لو١٥: ٢٠ "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ." وهو لم يزل بعيداً لم يراه كأنه الشرير الفاسد بل رأى إبنه ، وليس المستحق العقاب والرفض والدينونة بل الحنان والجري نحوه ومعانقته ومستحق الحلة الأولى والخاتم والعجل المسمن يذبح والإحتفال والفرح والرقص. فبالنسبة لله الأب ؛ هذا الإنسان لم يتغير عن ذي قبل ، إنه إبنه وحبيبه وعلي صورته الذى وضع فيه كل أحلام حياة الأبوة والبنوة والعائلة وحياة المجد وفيضان نعمة الفرح والحب والحنان والجمال الغامر. إنه يقترب منه كما تقول هذه الإيات التي فضحت هوي الله وغرامه بنا ، فنحن من لحم المسيح وعظامه.

 

أف٢: ٤-٧ "4اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا،

5وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ 6 وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 7لِيُظْهِرَ ..غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."

 

            الشئ الذي أضيف هو أن أحشاء الآب إرتكضت بكل الرحمة والشفقة والإحساس وهو يشعر  بإنسانه المحبوب وهو يتألم فى ضياع ومعاناة لقد تضايق الحبيب له وليس منه.

 

           الناموس كناموس الخطية والموت لا يعبر عن فكر الله وقلبه وحكمه من نحو الإنسان ؛ فلو كان كذلك لما أنقذه منه! هل ينقذنا الله من نفسه أم أننا خلطنا الآوراق؟!  لقد خلطنا الأوراق ولكننا نبعدهما ونفك الإرتباط. وليكن الله صادق وكل فكر آخر كاذباً. إنه وقت لنطمئن فى حضن الآب وإبنه تحت جناح روح المحبة والسلام.

 

قراءة 11877 مرات